وقفنا هُنا قد سِرنا كثيراً بلا أي جهة ، مصيرٌ مجهول وأيامٌ تمضي،نصعد تلك الدرجة ثم نتوقف برهةً ونفكر ماذا فعلنا ، ثم نعود من جديد إلى الأسفل قليلاً ننظر حولنا نفكر هل الطريق صحيح ، نُغمض أعيُننا نتنفس بعمق ضجيج الفكر مُشتعل ، دقات القلب تائهَ لا قرار حتمي إما أن نمضي ونخوض التجربة إما أن نعود لكن إلى أين ؟ ، لا قد نخطئ ثانيةً فلنمضي إلى الأعلى ونواجه حتمية المصير ، ولكن ..
ولكن ماذا إن كُسرنا ثانيةً ؟ ، لا بأس .
هكذا الحال في هذا الصراع ما بعد الثانية عشر ليلاً ، قصة بل معاناة ليس لها حل ، تنتهي بالوقوف في المنتصف ، وفي الصباح تضحك الغيمات لقلوبنا ، وتتورد الأزهار في وجوهنا وكأن ما عشناهُ ليلاً كان سراباً ، لكنّي لم أجد سراباً حقيقاً يُحكي واقعنا بدقة مثل هذا ، لا أدري من يضحك على من ، ومن يُساير من ، الليل أم النهار ولكن كلاهما يمحي أخطاء الآخر ، فلم أجد يوماً نهاري بائس وليلي بائس ، بل ليلي بائس ونهاري سعيد،والعكس واردٌ، هكذا الحال في شعورنا المُتقلب ،
فحصادُ أيامنا لا نشعر به الا بلذةِ شعورنا , ولذة هذا الشعور لا تأتي بالتعداد والترقب , ولا بالخوف والوحدة وإنما بالذبذبة المثالية ما بين حزنٍ وفرح .