لم يعلم قارون
أن بطاقة السحب الآلي التي في جيوبنا
تغني عن مفاتيحه
التي يعجز عن حملها أشداء الرجال ،،
ولم يعلم كسرى فارس
أن الكنبة التي بصالات بيوتنا أكثر
راحة من عرشه ،،
وقيصر الذي كان عبيده يحركون الهواء
من فوق رأسه بريش النعام
لم يرى المكيفات التي
نمتلكها في كل غرف منازلنا،،
وهرقل الذي كان يشرب الماء
من قنينة فخّار ويحسده من حوله
على برودة الماء
لم يشرب من برّادة الماء
الموجوده لدينا،،
والخليفة المنصور الذي كان عبيده
يصبون الماء الحار مع البارد ممزوجاً
ليستحم وينظر لنفسه نظرة زهو
لم يستحم يوماً تحت ماء نتحكم
في درجة حرارته ،،
ورحلة الحج التي كانت تمكث
بالأشهر على ظهور الإبل ليست
كرحلة حجنا تحتاج ساعةً
في الطائرات المكيفة ،،
نعيش عيشة لم يعشها الملوك
بل لم يحلموا بها ومع ذلك الكثير
منا يندب حظه ،،
فكلما اتَّسَعت العين ضاق الصدر !..
اللهم لك الحمد على نعمك التي
أنعمت بها علينا في ديننا ودنيانا،
اللهم ارزقنا شكرها قولاً وعملاً ،
وأغدق علينا من فيض كرمك
وفضلك وجودك ...
( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها
إن الانسان لظلوم كفار)
وقليل من عبادي الشكور