الحب والحرب كل منهما حالة طوارئ تتطلب منك استعداد خاص ومواجهة حتمية لتعميم نتيجة واحدة تستقر كإطار حياة قادمة..
هذا هو وجه التشابه الوحيد بينهم لكن لن يتواجد الحب ابداً في حالة الحرب ، ولن تندلع الحرب أبداً في وجود الحب ..
عندما يختفي الحب كل شئ كفيل بإثارة حرب حتى ولو كان هوءاً عابراً ، من يحب لا يرى جزءه الآخر عدواً مهما بلغ التصادم عنفاً ..
في الحرب يوجد نصر وهزيمة أما في الحب يوجد خسارة ومكسب والفرق بينهم شاسع ..
فنصر الحرب يوجد به فائز واحد فقط يترك خلفه دمار شامل..
أما مكسب الحب يمكن أن يتواجد به أكثر من فائز لأنك لتكون فائز حب عليك أن تكسب نفسك وهذا لن تفعله إلا عن طريق مكسب الطرف الآخر ..
وعلى الضفة الأخرى ، هزيمة الحرب إنحناء يفجّر طاقة غضب وإنتقام وإصرار كفيلة بأن تتدمر كل شئ و تحوّل الشخص إلي فائز حرب مرة أخرى ..
أما خسارة الحب تصاحبها خسارة نفس وهذا لا يمكن تعويضّه ولا تجاوزه مهما بلغت طاقة غضبك قوة ، إنها فقط تترك لك ندبة لتذكّرك دوماً بأنك لن تتحوّل يوماً إلى فائز حب ..
في الحرب كل شئ مشروع ودوماً الغاية تبرر الوسيلة ، أما في الحب كل شئ خارج حدود إحترام الآخر ممنوع ويهدد جذور العلاقة بالاقتلاع من باطن أرض الثقة ..
إن كلا الحالتين لا يتطابقان ولن يتلاقيان يوماً في نقطة مشتركة ، فإذا وجدت نفسك يوماً تتعامل بقواعد الحرب فإعلم أن الحب قد جمع أمتعته ورحل بلا عودة ، فإترك كل شئ وارحل أنت أيضاً بلا عودة لأن الحروب المعنوية تستنفذ الطاقة حتى الموت !!