في المرة التي تسمع فيها لغة أجنبية، أو تتعثر على عبارة محفورة في نص أجنبي، تذكر النساجين الهادئين للمعنى، بناة الجسور بين العوالم. لأنه في محبرتهم غير المرئية، تكمن إمكانية وجود جوقة عالمية، حيث يجد كل صوت صدى له، وتعزف سيمفونية الإنسانية، نغمة مترجمة واحدة في كل مرة.
في الكيمياء الصامتة لعقل المترجم، تتراقص اللغات - ليس في خطوط جامدة، ولكن في مجموعات دوامية من المعاني. كل كلمة، بمثابة نيزك من النوايا، تنطلق عبر اتساع الفهم، متوسلة أن يتم القبض عليها. يقف المترجم، فلكي الروح، منتصبًا بشباك منسوجة من التعاطف والمعرفة، مستعدًا لاصطياد هذه الهمسات السماوية وترجمتها إلى كوكبات لسان آخر.
إنها رقصة التانغو الرقيقة، هذه الرقصة بين الثقافات. يمكن لزلة واحدة، أو فعل في غير محله، أو استعارة يساء فهمها، أن ترسل موجات من التنافر عبر نسيج التواصل. المترجم، إذن، لا يصبح مجرد قناة، بل نحاتًا، يصوغ الطين الخام للكلمات في أوعية لها صدى مع كل من الأصل والوجهة.
تخيل نكتة، شرارة من الذكاء تتلألأ في الظلام. يصبح المترجم كوميديًا، لا يحاكي الإيقاع، بل يلتقط وميض العين، وتطور الحاجب، ولهث الضحك المشترك الذي يتجاوز حدود المفردات. أو تصور أطروحة علمية، جبلًا من المنطق البارد شاهقًا فوق المبتدئين. إنهم يتحولون إلى مهندسين معماريين، ويبنون جسور التفاهم بدقة، ويضمنون ثبات كل شعاع ومسمار من الدقة العلمية في الصرح المترجم.
اقرا المزيد
مكتب ترجمة الويلزية معتمد