مما لا شك فيه اننا اليوم نعيش حياة اسهل مما كانت عليه سابقا و من حظنا ان المعلومات تصبح بين ايدينا بنقرة زر و في بضع ثواني نستطيع الحصول على كم هائل من الكتب و في مختلف المجالات ، فبتنا غير ملزمين باتباع تلك المقولة القيمة "اطلبوا العلم ولو في الصين" ،فقد اصبحنا منفتحين على مختلف الثقافات و نحن لم نبرح اماكننا قط ، لكن رغم ذلك القلة القليلة من تحاول ما امكن الاستفاذة من هذه الامكانية .
ويرجع السبب لقلة العزيمة و الملل اللذان يتسللان لروح الانسان ليخبراه ان لا فائدة من الجلوس في زاوية والبحث عن كتب لقراءتها ، ويحاولان ما امكن اشغال عقل الانسان بتوافه الامور حتى ينصاع لحكمهم ويقبع في مكانه جامدا لا ينمي عقله و لا يكتشف شيئا جديدا، لكن هل تعلم يا صديقي المتكاسل صديقي الذي لا يخطو خطوة واحدة للانفتاح على مختلف المجالات صديقي الذي يعتبر قراءة كتاب مضيعة للوقت هل تعلم ان القراءة شفاء و دواء لعقلك هل تعلم ان العقل مثله مثل الجسد يحتاح ان يتغذى حتى ينمو ، و القراءة من اهم الاغذية التي يجب عليه ان يتناولها حتى لا يضمحل ويقبع في غياهيب الجهل ، و الجهل هو افة المجتمعات فلا حضارة مع الجهل .
ستخبرني يا صديق ان لك نية في ان تصبح قارئا نهما ان تقرأ 3 كتب على الاقل في الاسبوع لكنك تتحجج بضيق الوقت و الاحساس بالملل بعد مضي دقائق من القراءة ، هذه حجج لتبرير كسلك و رغبتك في النوم والاكل واللهو فقط ، لكن ليس بالضرورة يا صديقي ان تقرأ كما هائلا من الكتب في بادىء الامر خصوصا وانك مبتدىء في ذلك كفاك ان تقرأ ما تيسر لك في اليوم او الاسبوع ، واجزم انك بعدها ستتذوق حلاوة ذلك حتى تدمنه كما ادمنت كسلك من قبل ،فقط ابدأ بالخطوة الاولى وتخطى كل تلك المعتقدات الخاطئة القابعة في عقلك عن القراءة ، وبعدها اترك الامر لها .
ساقولها واكررها انني لم ينقذني شيء في هذه الحياة بعد الله و احبتي اكثر من القراءة فكما قالت الطفلة المبدعة مريم امجون"القراءة مستشفى العقول" اتفق معها مليون في المئة ، كوني عايشت هذه المقولة بكل ما فيها من معنى ، يامن تشتكي ضيق صدرك و قلة حيلتك و ظلم وقهر الاخرين لك ، افتح كتابا انر عقلك حتى يسعد قلبك ، فالقراءة تجعلك تعيش تجارب الاخرين و تصبح ذو نظرة بعيدة المدى، تنضج و يتسع افقك و صدرك ،تصبح اكثر تسامحا واكثر هدوءا وطمأنينة ، هذه الاحاسيس ستستشعرها حقا عندما تصبح القراءة فسحتك و دواءك ، عندما تصبح صديقة لك تخصص لها جزء من حياتك .
اكاد اجزم ان القراءة الى جانب التجارب هما ما يغيران الانسان فبالقراءة تتغير افكاره فيصبح اكثر انفتاحا على الاختيارات ، مقبلا على الحياة لاكتشاف اسرارها و سحرها ، فيا امة اقرأ اقرأوا اقرأوا واقرأوا ، فالقراءة ستجعلكم تعيشون اكثر من حياة واحدة راكدة